ما حكم اخراج الزكاة على دفعات هل يجوز

نعم، يجوز هذا شرعًا، لما في هذا من رعايةِ مصلحة الفقير وسَد حاجته، مع مراعاة عدم بلوغ الحول التالي إلا وكما أخرج الزكاةَ كلَّها، ولا يعتبر هذا من تأخير إخراج الزكاة عن موعدها كما نص عليه جماعة من العلماء.

شرع الله عز وجل الزكاة فجعل لها مقاصد وأسبابا وشروطا، وحيث إن الزكاة من أجل: التعاون والتكافل في المجتمع بسدِّ حاجة المستحقين لها ومواساتهم، وإغناؤهم عن السؤال، ومِن أسبابها: ملك النصاب، وقابليته للنماء، واعتباره فائضًا عن الحوائج الأصلية، ومن شروطها: الوقت؛ وهو مرور الحول.

حكم اخراج زكاة الفطر نقدا

اختلف أصحاب العلم في مسألة اخراج زكاة الفطر نقدا، حيث يرى المالكية والشافعية والحنابلة وابن حزم إلى أنه لا يجوز إخراجها نقدًا، وذكر أبو حنيفة يجزئ إخراج القيمة بدلًا من الطعام، وكانت أدلة المحرمين لها عديدة من السنة النبوية الكريمة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ”. فالرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل زكاة الفطر طعمة للمساكين، فتكون طعامًا لا نقودًا، فإخراج زكاة الفطر من غير الأكل يكون مخالفًا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فزكاة الفطر عبادة مفروضة من جنسٍ محدد، فلا يجزئ إخراجها من غير الجنس المعين والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضا: كيفية حساب زكاة الفطر بالريال السعودي 2023

حكم زكاة الفطر

إن زكاة الفطر حكمها فرض واجب على كل مسلم الكبير والصغير الذكر والأنثى، الحرّ والعبد وكما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”، وقال أصحاب العلم أنها يستحب أن تُخرج عن الجنين في بطن أمّه.

وقت زكاة الفطر

تخرج زكاة الفطر بغروب شمس آخر يوم من أيام رمضان وقبل صلاة العيد، وتصح قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، حيث وضح أصحاب العلم أن لوقت زكاة الفطر وقتين وقت أفضلية، ويبدأ من غروب الشمس ليلة العيد إلى العيد، وأفضله ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، فتؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، والوقت الثاني هو وقت الإخراج وهو قبل يوم العيد بيوم أو يومين، فمن أداها قبل صلاة العيد قبلت منه ومن أداها بعد الصلاة فتعتبر صدقة، فلا يجوز تأخيرها لما بعد الصلاة والله ورسوله أعلم.

لمن تعطى زكاة الفطر

وضح أصحاب العلم أنّ زكاة الفطر تخرج للمساكين من دون غيرهم، وقيل لا يجوز دفعها لمن لا يستحقها ومن يستحقها هم الآخذون لها لحاجة أنفسهم، ويجوز أن تخرج الجماعة أو أهل المنزل زكاتهم لمسكين واحد أو أن تقسم الصدقة على أكثر من مسكين للحاجة الشديدة والله أعلم.

بهذه المعلومات نصل الى ختام فقرات مقالنا والذي تطرقنا عبره الحديث على ما حكم اخراج الزكاة على دفعات هل يجوز، وما هو مفهومها، وحكم إخراجها نقدا والمزيد من الأحكام ذات الصلة.